احجز زيارة منزلية في الرياض و جدة وكل مناطق المملكة!

طبيب عام ومتخصصممرضةعلاج طبيعيحجامةأشعةتحاليل طبيةاستشاري نفسي.

مرض السحايا للأطفال: الأعراض، العلاج والوقاية

مرض السحايا عند الأطفال
تقرأ في هذا المقال

مرض السحايا عند الأطفال، ويُعرف أيضًا باسم التهاب السحايا، هو حالة طبية خطيرة تحدث نتيجة التهاب الأغشية الرقيقة التي تُحيط بالدماغ والحبل الشوكي، والتي تُعرف باسم السحايا. هذا الالتهاب غالبًا ما يكون ناتجًا عن عدوى ميكروبية، سواء بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، وتُعد العدوى البكتيرية هي الأخطر بينها، إذ قد تتطور بسرعة كبيرة وتؤدي إلى مضاعفات تهدد حياة الطفل إذا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب. تؤدي العدوى إلى حدوث تفاعل التهابي شديد في السحايا، ما يسبب تورمًا وزيادة في الضغط داخل الجمجمة، وهذا ما يُفسر الأعراض العصبية الحادة التي قد تظهر على الطفل مثل الصداع الشديد، التشنجات، وفقدان الوعي. تختلف طرق انتقال العدوى بحسب نوع الميكروب، فقد تنتقل البكتيريا أو الفيروسات عبر الجهاز التنفسي بعد ملامسة شخص مصاب، أو من خلال الدم إلى السائل الدماغي الشوكي. ويُعد الأطفال الرضع والأطفال دون سن الخمس سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة، نظرًا لعدم نضج جهازهم المناعي بالشكل الكافي، كما أن بعض الأطفال يكونون أكثر عرضة من غيرهم، مثل الأطفال غير المُطعّمين، أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو نقص في المناعة. ما يجعل التهاب السحايا مرضًا مقلقًا هو سرعة تطوره، حيث قد يبدأ الطفل بأعراض بسيطة تشبه نزلة برد ثم تتفاقم خلال ساعات قليلة إلى حالة حرجة، ولهذا يُعتبر التشخيص المبكر والتدخل السريع أمرًا بالغ الأهمية للوقاية من المضاعفات طويلة الأمد، والتي قد تشمل فقدان السمع، صعوبات التعلم، أو حتى تلفًا دائمًا في الدماغ.

أنواع التهاب السحايا عند الأطفال

يوجد عدة أنواع من التهاب السحايا، وتختلف هذه الأنواع باختلاف المسبب المرضي، مما ينعكس على شدة الأعراض، سرعة تطور الحالة، ونوعية العلاج المستخدم. أهم الأنواع هي البكتيري، الفيروسي، والفطري أو الطفيلي، ولكل نوع خصائصه ومخاطره الخاصة.

1. التهاب السحايا البكتيري (الأخطر)

يُعد هذا النوع من أخطر أنواع التهاب السحايا وأكثرها تهديدًا للحياة، حيث إنه يتطور بسرعة وقد يؤدي إلى مضاعفات دائمة مثل تلف الدماغ، فقدان السمع، صعوبات في التعلم، وقد يصل إلى الوفاة في حال لم يتم علاجه بسرعة. ينتج هذا النوع من العدوى بسبب أنواع معينة من البكتيريا، من أبرزها المكورات السحائية، المكورات الرئوية، والمستدمية النزلية من النوع B. تنتقل العدوى غالبًا عن طريق الرذاذ أو الاتصال المباشر مع شخص مصاب، خاصة في البيئات المزدحمة مثل المدارس أو الحاضنات. يحتاج الطفل المصاب إلى دخول المستشفى فورًا لتلقي العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد، وقد يتطلب الأمر أيضًا أدوية للحد من التورم في الدماغ والسيطرة على المضاعفات المحتملة.

2. التهاب السحايا الفيروسي

يُعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعًا بين الأطفال، خاصة في فصول الصيف والخريف، ويتميز بأنه أقل خطورة من النوع البكتيري. غالبًا ما يكون ناتجًا عن فيروسات شائعة مثل الفيروسات المعوية أو فيروس الهربس البسيط. في معظم الحالات، يكون المرض خفيفًا ولا يحتاج إلى علاج متخصص، بل يُنصح الطفل بالراحة التامة، شرب كميات كافية من السوائل، واستخدام خافضات الحرارة ومسكنات الألم. نادرًا ما يسبب التهاب السحايا الفيروسي مضاعفات خطيرة، ولكن في حالات معينة، مثل عند الأطفال حديثي الولادة أو الذين يعانون من نقص في المناعة، قد يحتاج الأمر إلى المراقبة الطبية أو الدخول إلى المستشفى.

3. التهاب السحايا الفطري أو الطفيلي

هذا النوع أقل شيوعًا من الأنواع الأخرى، وعادة ما يُصيب الأطفال الذين لديهم ضعف شديد في الجهاز المناعي، مثل مرضى السرطان، أو الأطفال الذين يخضعون للعلاج الكيماوي أو تناول أدوية مثبطة للمناعة. غالبًا ما تنجم هذه الحالة عن فطريات موجودة في البيئة أو طفيليات معينة مثل “النيغليريا” التي توجد في المياه الدافئة غير المعالجة. تكون أعراض هذا النوع مشابهة لبقية الأنواع، ولكنه يتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا خاصًا بمضادات الفطريات أو الطفيليات، وغالبًا ما يكون علاجه معقدًا ويتطلب فترات طويلة من المتابعة والعناية في المستشفى.

أعراض مرض السحايا عند الأطفال

تظهر أعراض التهاب السحايا عند الأطفال بصورة تختلف تبعًا لعمر الطفل، حيث تكون العلامات في الرضع أقل وضوحًا وغالبًا ما يُصعب تمييزها عن أمراض الطفولة الشائعة، بينما تكون أكثر وضوحًا لدى الأطفال الأكبر سنًا. ومع ذلك، تبقى بعض الأعراض مشتركة ومقلقة، وتستدعي الانتباه الفوري.

أولًا: الأعراض لدى الرضّع وحديثي الولادة

الرضع لا يستطيعون التعبير عن ألمهم أو شعورهم بالمرض، لذا يعتمد التشخيص بشكل كبير على مراقبة سلوكهم والتغيرات الجسدية الظاهرة. ومن أبرز الأعراض:

  • حمى مفاجئة أو انخفاض في درجة الحرارة: قد يعاني الطفل من ارتفاع واضح في درجة الحرارة دون سبب واضح، أو في بعض الحالات، خاصة عند الأطفال حديثي الولادة، قد يحدث انخفاض غير طبيعي في الحرارة، وهو ما يُعد مؤشرًا خطرًا.

  • رفض الرضاعة أو ضعف الشهية: الطفل المصاب يرفض الرضاعة فجأة، وقد يتوقف عن تناول الحليب كليًا بسبب الشعور بالتعب أو الألم.

  • بكاء مستمر أو بصوت عالي ومزعج: قد يكون البكاء غير طبيعي، عاليًا، ومختلفًا عن بكاء الجوع أو الانزعاج المعتاد، ويُعد من العلامات التحذيرية.

  • انتفاخ اليافوخ: اليافوخ هو المنطقة الطرية أعلى رأس الرضيع، وقد تنتفخ أو تتوتر نتيجة زيادة الضغط داخل الجمجمة بسبب الالتهاب.

  • خمول، نعاس مفرط أو صعوبة في الإيقاظ: قد يبدو الطفل هادئًا على غير العادة، ويميل إلى النوم لفترات طويلة، أو يكون من الصعب إيقاظه.

  • تشنجات: قد تظهر تشنجات أو نوبات مفاجئة بدون وجود تاريخ سابق للصرع، وهي علامة خطيرة تتطلب تدخلاً سريعًا.

  • برودة في الأطراف أو تغير في لون الجلد: من العلامات الدالة على ضعف الدورة الدموية التي قد تصاحب التهاب السحايا الحاد.

ثانيًا: الأعراض لدى الأطفال الأكبر سنًا

الأطفال الأكبر سنًا يستطيعون التعبير بشكل أوضح عن ما يشعرون به، لذلك يمكن ملاحظة الأعراض التالية بسهولة أكبر:

  • صداع شديد ومستمر: يُعد من أبرز العلامات، وقد يزداد سوءًا عند تحريك الرأس أو التعرض للضوء.

  • تيبّس أو تصلب الرقبة: صعوبة في تحريك الرقبة أو الشعور بألم عند محاولة ثني الرأس إلى الأمام، وهي علامة تقليدية معروفة لالتهاب السحايا.

  • حساسية من الضوء (رهاب الضوء): يرفض الطفل النظر إلى الضوء أو يشعر بألم في العينين عند التعرض له.

  • قيء أو غثيان بدون سبب واضح: يحدث القيء بشكل متكرر، وأحيانًا دون وجود علاقة بالطعام.

  • ارتفاع حرارة الجسم: غالبًا ما تكون الحمى شديدة ومستمرة ولا تستجيب بسهولة للأدوية الخافضة للحرارة.

  • تغيرات في السلوك أو الوعي: مثل الارتباك، الهذيان، صعوبة في التركيز، أو حتى فقدان مؤقت للوعي.

  • طفح جلدي: في بعض أنواع التهاب السحايا، خاصة الناتجة عن المكورات السحائية، قد يظهر طفح جلدي يشبه الكدمات الصغيرة، لا يزول عند الضغط عليه، ويُعتبر علامة تحذيرية خطيرة.

  • آلام في العضلات أو المفاصل: قد يشتكي الطفل من آلام عامة في الجسم، خاصة في الظهر أو المفاصل.

من المهم التأكيد على أن بعض الأعراض قد لا تظهر جميعها في آنٍ واحد، وأن تطور الأعراض قد يكون سريعًا جدًا. لذا، يجب على الوالدين أو مقدمي الرعاية الصحية التصرف فورًا عند الاشتباه في وجود أعراض مشابهة، فكل دقيقة قد تكون حاسمة في الحفاظ على سلامة الطفل.

علاج التهاب السحايا عند الأطفال

يعتمد علاج التهاب السحايا بشكل رئيسي على نوع العدوى المسببة له، حيث تختلف البروتوكولات العلاجية من حالة لأخرى، سواء كانت العدوى بكتيرية، فيروسية، أو فطرية. التشخيص الدقيق والسريع هو الخطوة الأولى والأساسية لتحديد نوع الالتهاب وتقديم العلاج المناسب. وبما أن بعض الأنواع، خاصة البكتيرية، يمكن أن تتفاقم بشكل سريع وتُهدد الحياة، فإن البدء الفوري بالعلاج يُعد أمرًا حاسمًا في زيادة فرص الشفاء الكامل وتقليل خطر المضاعفات.

أولًا: علاج التهاب السحايا البكتيري (النوع الأخطر)

يُعد هذا النوع من الحالات الطبية الطارئة، ويتطلب إدخال الطفل فورًا إلى المستشفى لتلقي الرعاية المكثفة.

  • المضادات الحيوية الوريدية: تُعطى عبر الوريد بشكل فوري، وغالبًا ما يبدأ الأطباء العلاج قبل ظهور نتائج التحاليل النهائية، لأن التأخر في إعطاء المضاد الحيوي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. يُختار المضاد الحيوي بناءً على العمر ونوع البكتيريا المتوقع، مثل “سيفترياكسون” أو “فانكوميسين”، ويتم تعديله لاحقًا حسب نتائج المزرعة البكتيرية.

  • مراقبة الوظائف الحيوية: يتم مراقبة ضغط الدم، معدل التنفس، ونسبة الأوكسجين باستمرار.

  • علاج داعم: يُعطى الطفل سوائل عن طريق الوريد، وأحيانًا أدوية لتقليل التورم في الدماغ مثل “الديكساميثازون”.

  • علاج التشنجات إن وُجدت: في حال حدوث تشنجات، يُعطى الطفل أدوية مضادة للتشنج.

  • مدة العلاج: قد تمتد لعدة أيام أو أسابيع حسب شدة الحالة واستجابة الجسم.

ثانيًا: علاج التهاب السحايا الفيروسي (الأكثر شيوعًا)

يُعتبر هذا النوع أخف من البكتيري، وغالبًا ما يشفى الطفل منه تلقائيًا خلال فترة قصيرة دون تدخل طبي مكثف.

  • لا حاجة للمضادات الحيوية: لأن السبب فيروسي، وبالتالي لا تستجيب الحالة للعلاج بالمضادات الحيوية.

  • الراحة التامة: يُنصح الطفل بالراحة في السرير وتجنب النشاطات المجهدة.

  • السوائل: تقديم كميات كافية من السوائل لتجنب الجفاف وتحسين مناعة الجسم.

  • خافضات الحرارة ومسكنات الألم: مثل “الباراسيتامول” أو “الإيبوبروفين” لتقليل الحمى وتخفيف الصداع.

  • الرعاية المنزلية أو دخول المستشفى؟ في معظم الحالات يمكن علاج الطفل في المنزل، إلا إذا كان الرضيع صغيرًا جدًا أو ظهرت مضاعفات تستدعي المراقبة الطبية.

ثالثًا: علاج التهاب السحايا الفطري (الأقل شيوعًا)

يُعد نادر الحدوث، لكنه يصيب الأطفال الذين يعانون من ضعف شديد في المناعة.

  • مضادات الفطريات: يُعطى الطفل أدوية قوية مضادة للفطريات، مثل “أمفوتيريسين B”، عن طريق الوريد.

  • مدة العلاج طويلة: قد يحتاج الطفل إلى العلاج لعدة أسابيع أو حتى أشهر حسب نوع الفطر واستجابة الجسم.

  • رعاية خاصة: تتطلب هذه الحالات إشرافًا دقيقًا في المستشفى، وأحيانًا في وحدة العناية المركزة.

المتابعة بعد العلاج

حتى بعد التعافي الظاهري، يُوصى بمتابعة الطفل لدى طبيب الأطفال أو طبيب أعصاب الأطفال لفحص أي مضاعفات محتملة مثل مشاكل في السمع أو النمو العصبي. وفي بعض الحالات، يُطلب إجراء فحوصات دورية مثل تخطيط السمع أو التصوير بالرنين المغناطيسي للتأكد من سلامة الجهاز العصبي.

الوقاية من التهاب السحايا عند الأطفال

نظرًا لخطورة مرض التهاب السحايا خاصة في شكله البكتيري، فإن الوقاية تُعد خطوة بالغة الأهمية لتقليل فرص الإصابة، خصوصًا لدى الأطفال الذين يُعتبرون الفئة الأكثر هشاشة. وتشمل الوقاية مجموعة من الإجراءات تبدأ من التطعيمات الأساسية وصولًا إلى العادات اليومية الصحية. هذه الخطوات البسيطة قد تقي الطفل من مرض خطير يمكن أن يسبب مضاعفات دائمة أو حتى يهدد حياته.

1. التطعيمات الوقائية (الركيزة الأساسية للوقاية)

التطعيم هو الوسيلة الأهم والأكثر فعالية في حماية الأطفال من الأنواع الشائعة من البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا. تشمل هذه اللقاحات:

  • لقاح المستدمية النزلية من النوع B (Hib):
    يُعطى عادة على عدة جرعات تبدأ من عمر شهرين، ويُعد من اللقاحات الروتينية، وهو فعال جدًا في الوقاية من التهاب السحايا الناتج عن هذه البكتيريا، التي كانت سابقًا من الأسباب الرئيسية للمرض في الرضع.

  • لقاح المكورات الرئوية (PCV):
    يحمي من نوع شائع من البكتيريا التي قد تسبب التهاب السحايا، إضافة إلى أمراض أخرى مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الأذن الوسطى. يُعطى على جرعات تبدأ من عمر شهرين.

  • لقاح المكورات السحائية (MenACWY و MenB):
    يُعطى للأطفال في عمر معين، خاصة أولئك المعرضين لمخاطر عالية، مثل من يعيشون في أماكن مزدحمة كالمخيمات أو في حالة انتشار وبائي. هذا اللقاح يحمي من أحد أخطر أنواع التهاب السحايا وأكثرها عدوانية.

  • لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR):
    رغم أنه ليس مخصصًا مباشرة لالتهاب السحايا، إلا أنه يقي من النكاف، وهو فيروس يمكن أن يؤدي إلى التهاب السحايا الفيروسي.

2. ممارسة النظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام

التهابات الجهاز التنفسي قد تكون بوابة لانتقال العدوى التي تؤدي إلى التهاب السحايا، لذا فإن تعزيز عادات النظافة أمر بالغ الأهمية، خاصة للأطفال في المدارس أو دور الحضانة.

  • يجب تعليم الأطفال غسل أيديهم بالماء والصابون جيدًا قبل الأكل وبعد استخدام الحمام وبعد العطس أو السعال.

  • استخدام المعقمات الكحولية في حال عدم توفر الماء والصابون.

  • تشجيعهم على عدم مشاركة أدوات الطعام أو زجاجات المياه مع الآخرين.

3. تجنب مخالطة الأشخاص المصابين

العدوى قد تنتقل بسهولة من شخص لآخر، خاصة في حال كان الشخص مصابًا بعدوى بكتيرية في الحلق أو الجهاز التنفسي.

  • يجب إبقاء الطفل بعيدًا عن أي شخص يُعاني من أعراض عدوى تنفسية حادة أو حمى غير مفسّرة.

  • في حال كان هناك حالة مؤكدة لالتهاب السحايا في المدرسة أو الحضانة، قد يوصي الطبيب بإعطاء مضاد حيوي وقائي للأطفال المقرّبين من الحالة (خاصة في حالات المكورات السحائية).

  • الحرص على تهوية الأماكن المغلقة وتفادي الاكتظاظ.

4. تقوية جهاز المناعة

دعم جهاز المناعة لدى الطفل يُقلل من خطر الإصابة عمومًا.

  • التغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات والمعادن.

  • النوم الكافي.

  • ممارسة النشاط البدني بانتظام.

متى يجب التوجه للطبيب فورًا؟

إذا ظهرت الأعراض السابقة خاصة:

  • حمى مفاجئة + تيبّس الرقبة + تشنجات

  • خمول شديد أو فقدان الوعي

  • بكاء لا يتوقف أو غير طبيعي عند الرضيع

يُعد التهاب السحايا من أكثر الأمراض خطورة التي قد تُصيب الأطفال، نظرًا لتأثيره المباشر على الجهاز العصبي المركزي وسرعة تطوره في الحالات الحادة، خاصة النوع البكتيري. وعلى الرغم من ذلك، فإن الوعي المبكر بالأعراض، وسرعة الاستجابة الطبية، والالتزام ببرامج التطعيم الوقائية، كلها عوامل تساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة ومضاعفاته.

إن متابعة صحة الطفل عن كثب، والانتباه لأي تغيّرات غير معتادة في سلوكه أو حالته الجسدية، مثل ارتفاع الحرارة أو الخمول أو البكاء المستمر، يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في اكتشاف المرض مبكرًا وتقديم العلاج في الوقت المناسب. كذلك، لا يجب إهمال أهمية النظافة الشخصية والوقاية المجتمعية، خصوصًا في البيئات التي تضم عددًا كبيرًا من الأطفال، مثل المدارس ودور الحضانة.

في النهاية، يبقى التشخيص المبكر والتطعيم الوقائي حجر الزاوية في حماية الأطفال من هذا المرض الخطير، وضمان نموهم بشكل صحي وسليم بعيدًا عن مضاعفاته الخطيرة. فصحة الأطفال أمانة ومسؤولية مشتركة بين الأهل والمجتمع والجهات الصحية.

اتصل الآن بمنصة ذات لطلب زيارة منزلية

شارك المقال