متواجدون طبيب منزلي وممرضة 24 ساعة خلال أيام العيد

احجز زيارة منزلية في الرياض و جدة وكل مناطق المملكة!

طبيب عام ومتخصصممرضةعلاج طبيعيحجامةأشعةتحاليل طبيةاستشاري نفسي.

مرض كتف الأبوة: الآلام الصامتة للآباء

تقرأ في هذا المقال

ما هو مرض كتف الأبوة؟

“مرض كتف الأبوة” هو مصطلح غير رسمي يُطلق بشكل شائع على الألم أو التصلب الذي يشعر به العديد من الآباء الجدد في منطقة الكتف والرقبة والذراع، نتيجة حمل الأطفال لفترات طويلة. رغم أن الاسم يبدو طريفًا، إلا أن الحالة حقيقية وقد تؤثر على جودة حياة الأب وتفاعله مع طفله.

أسباب مرض كتف الأبوة

1. الحمل المتكرر للطفل

السبب الأكثر شيوعًا هو حمل الطفل لفترات طويلة باستخدام ذراع واحدة فقط، مما يضع ضغطًا زائدًا على عضلات الكتف والظهر. هذا الإجهاد المتكرر قد يؤدي إلى التهاب الأوتار أو شد عضلي مزمن، خاصة عند استخدام الذراع نفسها بشكل مستمر دون راحة أو تبديل.

2. الوضعيات غير الصحيحة

الجلوس أو الوقوف في وضعيات غير مريحة، خاصة أثناء الرضاعة أو تهدئة الطفل، يؤدي إلى توزيع غير متوازن للوزن، مما يسبب ضغطًا على مفاصل الكتف والرقبة. الوضعيات المنحنية أو المائلة قد تؤدي بمرور الوقت إلى مشاكل في العمود الفقري العلوي.

3. استخدام اليد المهيمنة فقط

كثير من الآباء يعتمدون فقط على اليد الأقوى (اليمنى غالبًا) لحمل الطفل، وهذا يسبب إجهادًا متكررًا لعضلات الجهة نفسها من الجسم. هذا التكرار يخلّ بالتوازن العضلي بين الجانبين ويزيد احتمالية الإصابة بآلام أو تمزقات عضلية صغيرة.

4. ضعف في عضلات الظهر والكتف

ضعف اللياقة البدنية العامة أو عدم ممارسة تمارين تقوية عضلات الظهر والكتف يجعل الجسم أقل قدرة على تحمل الإجهاد البدني الناتج عن حمل الطفل، ما يزيد من احتمالية التعرض للشد العضلي أو الالتهاب في المفاصل.

الأعراض الشائعة

1. ألم في الكتف أو الذراع

يُعد الألم في الكتف أو الذراع، خصوصًا عند رفع الطفل أو حمله لفترات طويلة، من أولى العلامات التي تشير إلى الإصابة بمرض كتف الأبوة. قد يكون الألم حادًا أو خفيفًا ومستمرًا، ويزداد مع تكرار الحركة أو الإجهاد.

2. تيبس أو صعوبة في تحريك الذراع

قد يشعر الأب بتيبس أو صعوبة في تحريك الذراع بالكامل، خصوصًا في الصباح أو بعد فترات من الراحة، نتيجة شد عضلي أو التهاب في الأوتار.

3. شعور بوخز أو تنميل في اليد أو الأصابع

في بعض الحالات، يمتد التهيج العصبي من الكتف إلى الذراع، مما يؤدي إلى وخز أو تنميل في اليد أو الأصابع، وهو عرض يدل على تأثر الأعصاب المجاورة، مثل العصب الرقبـي أو الكعبري.

4. ألم يمتد إلى الرقبة أو أعلى الظهر

قد لا يقتصر الألم على الكتف فقط، بل يمتد إلى الرقبة أو أعلى الظهر نتيجة تشنّج العضلات أو سوء الوضعية المستمر، مما يؤثر على سلسلة الفقرات العنقية.

5. الإحساس بضعف في الذراع المصابة

يشعر بعض الآباء بأن الذراع المصابة أضعف من الأخرى، مما يجعلهم يتجنبون استخدامها تدريجيًا، وهذا قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وضعف العضلات أكثر بسبب قلة الاستخدام.

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

1. الآباء الجدد الذين لم يعتادوا على حمل الأطفال

يُعد الآباء الجدد من أكثر الفئات عرضة، خاصة إذا لم يسبق لهم التعامل مع الرُضّع لفترات طويلة. عدم التكيّف الجسدي مع حمل الطفل بشكل مستمر يمكن أن يؤدي إلى إرهاق عضلات الكتف والذراع بسرعة.

2. الأشخاص الذين لديهم نمط حياة خامل

الأشخاص الذين لا يمارسون النشاط البدني بانتظام، ويعانون من ضعف في اللياقة البدنية أو قلة المرونة العضلية، يكونون أكثر عرضة لتطور آلام الكتف بسبب عدم قدرة عضلاتهم على تحمّل الأحمال الجديدة.

3. من يعانون من مشكلات سابقة في العمود الفقري أو الكتف

الأشخاص الذين لديهم تاريخ طبي في آلام الرقبة، أو مشاكل في العمود الفقري أو مفصل الكتف، هم أكثر حساسية لأي مجهود إضافي، وقد تتفاقم لديهم الأعراض بشكل أسرع.

4. الآباء الذين لا يطلبون المساعدة أو لا يشاركون مسؤولية حمل الطفل

بعض الآباء يتحملون مسؤولية حمل الطفل وحدهم دون طلب الدعم من الشريك أو الآخرين، مما يسبب إجهادًا مفرطًا ومزمنًا للعضلات، ويزيد من خطر الإصابة بكتف الأبوة.

طرق الوقاية

1. التبديل بين الذراعين

توزيع الحمل بالتناوب بين الذراعين يقلل من الضغط المتكرر على جهة واحدة من الجسم. من المفيد تدريب النفس على استخدام الذراع غير المهيمنة لتجنب الإرهاق المزمن في الذراع المفضلة.

2. استخدام حمالات الأطفال الداعمة

الاستعانة بـحمالة أطفال مصممة بشكل مريح تساعد على توزيع وزن الطفل بالتساوي على الكتفين والظهر، مما يخفف الضغط على منطقة الكتف ويقلل من احتمالية الإصابة بالإجهاد العضلي.

3. تحسين الوضعية أثناء الحمل

الحفاظ على وضعية صحيحة أثناء حمل الطفل أمر ضروري. تأكد من أن ظهرك مستقيم، وكتفيك مرتاحان، وأنك لا تميل بجسمك للأمام أو تمسك الطفل بوضعية مجهدة للرقبة أو العمود الفقري.

4. ممارسة تمارين تقوية ومرونة

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خاصة تمارين التمدد وتقوية عضلات الكتف والظهر، تحسّن قدرة الجسم على تحمل الضغط، وتقلل من التشنجات العضلية الناتجة عن الحمل المتكرر.

خيارات العلاج

1. الراحة المؤقتة

منح الكتف بعض الوقت للراحة أمر ضروري في المراحل المبكرة من الألم. تجنّب حمل الطفل بالذراع المصابة لبضعة أيام يمكن أن يمنع تفاقم الحالة ويساعد على تعافي الأنسجة الملتهبة.

2. كمادات دافئة أو باردة

يمكن استخدام الكمادات الباردة خلال أول 48 ساعة من بدء الألم لتخفيف التورم، ثم التحول إلى الكمادات الدافئة بعد ذلك لتحفيز الدورة الدموية وتخفيف التوتر العضلي.

3. التدليك والعلاج الطبيعي

الخضوع لـ جلسات تدليك طبية أو علاج طبيعي بإشراف مختص يساعد على تحسين مرونة المفصل، وتقوية العضلات المحيطة بالكتف، ويقلل من التشنجات أو الشد العضلي المزمن.

4. الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب

قد يصف الطبيب مسكنات ألم أو مضادات التهاب غير ستيرويدية مثل الإيبوبروفين، خاصة إذا كان الألم يؤثر على النوم أو الأنشطة اليومية. يُفضل عدم الاعتماد عليها لفترات طويلة دون استشارة طبية.

5. استشارة الطبيب

إذا استمر الألم لأكثر من أسبوعين، أو ازداد شدة مع الوقت، من الضروري زيارة طبيب مختص في العظام أو العلاج الطبيعي لتقييم الحالة بدقة، والتأكد من عدم وجود تمزق في الأوتار أو التهاب مزمن يحتاج إلى تدخل متخصص.

رغم أن مرض كتف الأبوة ليس حالة طبية معترف بها رسميًا، إلا أنه واقع يعيشه كثير من الآباء الجدد. إدراك الأسباب واتباع أساليب الوقاية والعلاج المناسبة يمكن أن يخفف من المعاناة ويمنح الأب القدرة على الاستمتاع بلحظاته مع طفله دون ألم. لا تتردد في طلب المساعدة، فالعناية بنفسك ضرورية تمامًا كالعناية بطفلك.

اتصل الآن بمنصة ذات لطلب زيارة منزلية

شارك المقال