تُعدّ الحبوب التي تظهر داخل الجفن العلوي من المشكلات الشائعة التي تسبب إزعاجًا وألمًا للمصاب بها. في معظم الحالات، تكون هذه الحبوب ناتجة عن التهاب في الغدد الدهنية أو العدوى البكتيرية، وقد تكون على هيئة دمل الجفن (شعيرة العين) أو كيس دهني. يعتمد العلاج على السبب الأساسي ومدى تفاقم الحالة. في هذا المقال، سنستعرض أسباب ظهور هذه الحبوب، والعلاجات المنزلية والطبية المتاحة، بالإضافة إلى الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب.
أسباب ظهور الحبة في جفن العين العلوي من الداخل
هناك عدة أسباب محتملة لهذه المشكلة، ومن أبرزها:
1- دمل الجفن (شعيرة العين)
يحدث الدمل نتيجة عدوى بكتيرية في بصيلات الرموش أو الغدد الدهنية، مما يؤدي إلى تكون حبة حمراء مؤلمة تحتوي أحيانًا على قيح. غالبًا ما يشفى الدمل تلقائيًا خلال بضعة أيام، لكنه قد يسبب تورمًا ملحوظًا في الجفن.
2- الكيس الدهني (البردة)
ينتج الكيس الدهني عن انسداد إحدى الغدد الدهنية في الجفن، مما يؤدي إلى تكون تورم غير مؤلم في البداية، لكنه قد يلتهب لاحقًا ويسبب ألمًا إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح.
3- الحساسية والتهابات العين
في بعض الحالات، قد تظهر الحبة بسبب تفاعل تحسسي أو التهاب ناتج عن استخدام مستحضرات تجميل ملوثة أو عدسات لاصقة غير نظيفة.
4- ضعف المناعة والإجهاد
يؤدي ضعف جهاز المناعة أو قلة النوم والتوتر إلى زيادة احتمالية الإصابة بالتهابات العين، مما قد يسبب ظهور الحبوب داخل الجفن.
العلاجات المنزلية لحبة جفن العين
يمكن علاج معظم حالات الحبوب في الجفن باتباع بعض الخطوات المنزلية التي تساعد في تسريع الشفاء وتقليل الألم:
1- استخدام الكمادات الدافئة
الكمادات الدافئة من أكثر العلاجات فعالية، حيث تعمل على تنشيط الدورة الدموية في الجفن، مما يساعد في تفريغ القيح وتقليل التورم.
- ضع قطعة قماش نظيفة مبللة بماء دافئ على الجفن لمدة 10-15 دقيقة.
- كرر ذلك 3-4 مرات يوميًا حتى تختفي الحبة.
2- تنظيف العين والجفن بانتظام
الحفاظ على نظافة الجفن يساعد في منع انتشار العدوى وتسريع الشفاء. يمكن استخدام:
- محلول ملحي معقم لتنظيف العين بلطف.
- شامبو أطفال مخفف مع قطعة قطن لتنظيف الجفن وإزالة أي شوائب.
3- تجنب لمس الحبة أو محاولة عصرها
عصر الحبة أو لمسها بالأيدي قد يؤدي إلى انتشار العدوى وزيادة الالتهاب، لذا يجب تجنب ذلك تمامًا.
4- التوقف عن استخدام مستحضرات التجميل والعدسات اللاصقة
يفضل تجنب المكياج والعدسات اللاصقة حتى تمام الشفاء، لأنهما قد يزيدان من التهيج والعدوى.
العلاجات الطبية لحبة جفن العين
إذا لم تتحسن الحالة خلال أيام قليلة، قد يكون من الضروري استخدام بعض العلاجات الطبية، وتشمل:
1- المضادات الحيوية الموضعية
في حال كان هناك عدوى بكتيرية واضحة، قد يصف الطبيب مرهم مضاد حيوي مثل:
- مرهم التتراسيكلين
- مرهم الإريثروميسين
يتم تطبيق المرهم على الجفن المصاب مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا حتى يختفي الالتهاب.
2- القطرات المضادة للالتهاب
إذا كان التورم شديدًا أو هناك احمرار مستمر، قد يصف الطبيب قطرات تحتوي على مواد مضادة للالتهابات لتقليل التهيج والتورم.
3- المضادات الحيوية الفموية
في الحالات الشديدة أو إذا كانت الحبوب تتكرر باستمرار، قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا عن طريق الفم للحد من الالتهاب وعلاج العدوى من الداخل.
4- التدخل الجراحي البسيط
إذا لم تستجب الحبة للعلاج وأصبحت مزمنة أو كبيرة الحجم، قد يضطر الطبيب إلى تصريف القيح أو إزالة الكيس الدهني عبر إجراء بسيط تحت التخدير الموضعي.
متى يجب زيارة الطبيب؟
معظم الحبوب في الجفن تختفي خلال أسبوع أو أسبوعين دون الحاجة إلى تدخل طبي، ولكن يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا استمرت الحبة لأكثر من أسبوعين دون تحسن.
- إذا زاد التورم وانتشر إلى كامل الجفن أو الوجه.
- إذا كان هناك ألم شديد أو تأثر في الرؤية.
- إذا ظهرت الحبوب بشكل متكرر، فقد يكون هناك سبب كامن يحتاج إلى علاج.
كيفية الوقاية من حبوب الجفن
للحد من خطر الإصابة بهذه المشكلة، يُنصح باتباع بعض العادات الصحية للحفاظ على نظافة العين والجفن:
- غسل اليدين بانتظام وتجنب لمس العينين دون سبب.
- تنظيف العدسات اللاصقة جيدًا قبل استخدامها.
- إزالة المكياج قبل النوم لمنع انسداد الغدد الدهنية.
- استخدام كمادات دافئة بشكل دوري إذا كنت تعاني من الحبوب المتكررة.
حبوب الجفن العلوي من الداخل غالبًا ما تكون ناتجة عن التهابات الغدد الدهنية أو العدوى البكتيرية. يمكن علاجها في المنزل باستخدام الكمادات الدافئة، وتنظيف الجفن، وتجنب لمس العينين. في الحالات الأكثر شدة، قد يكون من الضروري استخدام العلاجات الطبية مثل المضادات الحيوية أو التدخل الجراحي البسيط. الوقاية من هذه المشكلة ممكنة من خلال العناية بنظافة العين والابتعاد عن العوامل التي قد تؤدي إلى حدوث العدوى.