يُعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا لدى الأطفال، ويُعد النوع الأول من السكري هو السائد بين الأطفال، حيث يحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي يجعل الجسم يهاجم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين. وبدون الإنسولين، لا يستطيع الجسم استخدام الجلوكوز (السكر) كمصدر للطاقة، مما يؤدي إلى تراكمه في الدم.
ما هو مرض السكري من النوع الأول عند الأطفال؟
أعراض مرض السكري عند الأطفال
يمكن أن تظهر أعراض مرض السكري بشكل مفاجئ أو تدريجي، ومن أهمها:
1. العطش الشديد
يشعر الطفل بحاجة مفرطة إلى شرب الماء على مدار اليوم، حتى في حال عدم وجود مجهود بدني أو طقس حار. يعود ذلك إلى محاولة الجسم التخلص من السكر الزائد عن طريق البول، مما يؤدي إلى فقدان السوائل والإحساس بالعطش الدائم.
2. كثرة التبول
يلجأ الطفل إلى التبول عدة مرات في اليوم، بما في ذلك أثناء الليل، وقد يُلاحظ الأهل عودة التبول الليلي بعد أن كان الطفل قد توقف عنه.
3. الجوع المستمر
يعاني الطفل من شهية زائدة وشعور دائم بالجوع، وذلك لأن الخلايا لا تحصل على الطاقة اللازمة نتيجة نقص الإنسولين، مما يدفع الجسم إلى طلب المزيد من الطعام.
4. فقدان الوزن
رغم تناول الطفل للطعام بكميات كبيرة، إلا أن وزنه قد ينخفض بشكل واضح، بسبب تكسير الجسم للدهون والعضلات للحصول على الطاقة.
5. الإرهاق العام
يشعر الطفل بتعب مستمر، ويفتقر إلى الطاقة اللازمة للعب أو الدراسة، ويبدو عليه الخمول.
6. تغيرات في المزاج
قد يصبح الطفل سريع الغضب، حزينًا، أو يعاني من تقلبات مزاجية مفاجئة، نتيجة تأثير السكر المرتفع على الدماغ والأعصاب.
7. رائحة الفم الكيتونية
قد تنبعث من فم الطفل رائحة تشبه الفاكهة أو الأسيتون، وهي علامة على ارتفاع نسبة الكيتونات الناتجة عن تكسير الدهون بسبب غياب الإنسولين.
8. تشوش في الرؤية
يشكو بعض الأطفال من عدم وضوح الرؤية، وقد يصعب عليهم القراءة أو رؤية الأشياء بدقة، بسبب تأثير الجلوكوز المرتفع على عدسة العين.
9. بطء التئام الجروح
تتأخر الجروح في الشفاء مقارنة بالحالة الطبيعية، وقد تكون عرضة للالتهاب، نتيجة ضعف الدورة الدموية وزيادة السكر في الدم.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
مضاعفات التأخر في التشخيص
إذا لم يُكتشف المرض مبكرًا، فقد يُصاب الطفل بما يُعرف بـ الحماض الكيتوني السكري (Diabetic Ketoacidosis)، وهي حالة خطيرة تهدد الحياة، وتستدعي الدخول إلى المستشفى فورًا.
داء السكري من النوع الأول عند الأطفال هو مرض مزمن يمكن التعايش معه إذا تم اكتشافه مبكرًا واتباع خطة علاج مناسبة تشمل الإنسولين، التغذية الصحية، والنشاط البدني المنتظم. الانتباه للأعراض المبكرة يُعد خطوة مهمة جدًا في حماية صحة الطفل وتجنّب المضاعفات.